الدولار يبقى على مقربة من أدنى مستوياته في 5 أسابيع
الدولار يبقى على مقربة من أدنى مستوياته في 5 أسابيع
إستمر الدولار الأمريكي في التداول على تراجع طفيف أمام العملات الرئيسية الأخرى في التداولات الأمريكية المبكرة لليوم الجمعة، وبقي قريباً من أدنى مستوياته في شهر واحد والذي كان قد سجله خلال تداولات أمس الخميس، على الرغم من صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية، والتي جاءت إيجابية في المجمل، حيث ما زالت اللهجة الحمائمية لبنك الإحتياطي الفيدرالي تضع العملة الأمريكية تحت الضغط.
وكانت البيانات الرسمية التي صدرت يوم أمس قد أظهرت أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة قد إرتفع بأقل من المتوقع، ليبقى قرب أدنى مستوياته منذ عام 1973، ويؤكد حالة التفاؤل بشأن صحة سوق العمل الأمريكي. ففي التقرير الرسمي الذي صدر أمس الخميس، ذكرت وزارة العمل الامريكية أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بمطالبات للحصول على إعانات البطالة الأولية للأسبوع المنتهي في 11 آذار/مارس قد تراجع بمقدار ألفي شخص إلى ما مجموعه 2411 ألف شخص، من 243 ألف في الأسبوع الذي سبقه. وكان المحللون يتوقعون إنخفاض مطالبات تعويض البطالة بمقدار 3 الأف طلب إلى ما مجموعه 240 ألف طلب.
وبشكل منفصل، أظهرت بيانات أخرى صدرت أمس الخميس كذلك أن بدء بناء المنازل الجديدة في الولايات المتحدة قد تراجع بشكل غير متوقع في كانون الثاني/يناير. ولكن التراجع في نسبة بناء المساكن الجديدة يعود إلى تنقيح البيانات السابقة، وإرتفاع في كل من عدد تصاريح البناء ونسبة إرتفاعها بأكثر من المتوقع، مما يعزز من حالة التفاؤل بشأن صحة سوق العقار في الاقتصاد الأكبر في العالم.
ففي تقرير رسمي، قالت وزارة التجارة الأمريكية أن بدء بناء المنازل الجديدة في الولايات المتحدة قد إرتفع بنسبة معدلة موسمياً قدرها 3.0٪ خلال شهر شباط/فبراير، إلى ما مجموعه 1.2888 مليون وحدة سكنية، من رقم الشهر السابق والبالغ 1.210 مليون وحدة، وهو الرقم الذي تم تنقيحه من القراءة الأولية والبالغة 1.226 مليون وحدة. وكان المحللون يتوقعون إرتفاعاً بنسبة 1.4٪.
وتعتبر مبيعات المنازل احدى أهم الأدوات لقياس مدى صحة قطاع الإسكان وهو من القطاعات القيادية الذي ترتبط قوته بقوة الإقتصاد ككل بشكل وثيق.
أما مجموع تصاريح البناء فلقد سقط بنسبة معدلة موسمياً قدرها 6.2٪ خلال شهر شباط/فبراير، إلى ما مجموعه 1.213 مليون تصريح من رقم الشهر السابق والبالغ 1.2855 مليون تصريح، وهو الرقم الذي تم تنقيحه في تقرير اليوم من الإصدار الأولي والبالغ 1.210 مليون تصريح. وكان المحللون يتوقعون إرتفاع تصاريح البناء بنسبة 0.2٪ فقط إلى 1.230 مليون تصريح.
وفي تقرير أخر، تبين أن نشاط القطاع التصنيعي في منطقة فيلادلفيا قد سجل تراجعاً خلال آذار/مارس. فلقد قال البنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا في تقريره الشهري الذي صدر أمس الخميس كذلك أن مؤشر نشاط القطاع التصنيعي للشهر الحالي قد تراجع إلى قراءة قدرها 32.88 نقطة هذا الشهر من 43.3 نقطة الشهر الماضي. وكان المحللون يتوقعون تراجع المؤشر إلى 30.00 نقطة.
وتشير أي قراءة فوق مستوى الصفر إلى تحسن ظروف القطاع خلال الشهر ذو العلاقة، بينما تشير القراءات ما دون الصفر إلى تدهور أوضاعه.
وفي تداولات الصباح الباكر بالتوقيت الأمريكي لليوم الجمعة تراجعت العملة الأمريكية أمام نظيرتها الأوروبية، مع إرتفاع اليورو/دولار بواقع 0.11٪ ليتداول عند 1.07688، ليبقى الزوج قريباً جداً من أعلى مستوياته في 5 أسابيع والذي كان قد سجله خلال الجلسة الآسيوية عند 1.07833.
وفي نهاية اجتماع السياسة النقدية الذي استمر يومين وإنتهى مساء الأربعاء، رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى مدى 0.75-1.00، وهو ما كان متوقعاً على نطاق واسع بين المحللين والإقتصادين والمشاركين في الأسواق العالمية على إختلافها.
ومع ذلك، كان موقف البنك المركزي أقل ضعفا مما كان متوقعاً، من خلال التمسك بتوقعات رفع أسعار الفائدة لعام 2017 والإبقاء عليها عند ثلاث مرات، وليس أربعة كما كان يأمل بعض المستثمرين.
وفي هولندا، أظهرت إستطلاعات الرأي التي عقبت عمليات التصويت إحتمالاً كبيراً لانتصار لمرشح اليمين-الوسط مارك روت وليس حزب الحرية المناهض للمهاجرين والذي يرغب بمغادرة البلاد للإتحاد الأوروبي، مما يخفف المخاوف بشأن خروج هولندي محتمل عل نسق الخروج البريطاني (بريكزيت).
هذا وتداولت العملة الامريكية على إستقرار أمام نظيرتها اليابانية مع تسجيل الدولار/ين 113.25، بعد ان كان قد سجل أدنى مستوياته في أسبوعين يوم الأربعاء عند 112.911، وكذلك تراجع الدولار أمام العملة السويسرية مع إنخفاض الدولار/فرنك بنسبة 0.14٪ ليتداول عند 0.99500.
وفي قرار أخر للبنوك المركزية الكبرى على مستوى العالم، قرر بنك اليابان ترك سياسته النقدية دون تغيير، وذلك في نهاية اجتماع السياسة الذي عقده يوم الخميس بالتوقيت المحلي، وهو ما يؤكد على إختلاف مسارات السياسات النقدية بين البنوك المركزية العالمية الرئيسية. أما بنك سويسر ا الوطني، فلقد حافط على سعر فائدة اللايبور عند مستواه القياسي المنخفض والبالغ سالب 0.75 بالمئة.
من جهة أخرى، إرتفع الدولار أمام الجنية الإسترليني مع إنخفاض الباوند/دولار بنسبة 0.25٪ ليسجل 1.23899. وكان بنك إنجلترا (البنك المركزي البريطاني) قد رفع سعر الفائدة عند مستواه القياسي المنخفض في إختتام إجتماعه الذي إنتهى ظهر الخميس بالتوقيت المحلي.
هذا وتراجع الدولار الأمريكي أمام عملات القارة الأوقيانوسية التي تحمل ذات إسمه، مع إرتفاع كل من الأسترالي/دولار بنسبة 0.16٪ ليسجل 0.7689، بينما تقدم النيوزيلندي/دولار بنسبة 0.344٪ ليتداول عند 0.70100.
وكانت وزارة العمل الأسترالية قد أصدرت تقريرها الشهري يوم أمس الخميس. وأظهر التقرير أن {{ecl-94||عدد الوظائف}} التي خسرها الإقتصاد خلال الشهر الماضي قد بلغت 6.4 ألف وظيفة، وهو ما جاء على عكس التوقعات التي كانت تترقب خلق 16 ألاف وظيفة. كما أظهر التقرير كذلك ان {{ecl-302||نسبة البطالة}} في البلاد قد إرتفعت إلى 5.9٪ الشهر الماضي من 5.7٪ خلال الشهر الذي سبقه، بينما كان المحللون يتوقعون بقاء النسبة دون تغيير.
وفي الوقت نفسه تراجع الدولار/كندي بنسبة 0.08٪ ليتداول عند 1.3324.
وفي ظل تراجع العملة الأمريكية أمام أهم الخصوم الرئيسيين، إنخفض مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، بنسبة بلغت 0.04٪ ليسجل 100.033، وهو ادنى مستوياته منذ 9 شباط/فبراير الماضي.