إلى أين تتجه أسعار الذهب في ظل تصاعد الاضطرابات التجارية؟

الذهب يرتفع مع التوترات التجارية
إلى أين تتجه أسعار الذهب في ظل تصاعد الاضطرابات التجارية؟
إلى أين تتجه أسعار الذهب في ظل تصاعد الاضطرابات التجارية؟ حيث تشهد الأسواق المالية العالمية حالة من الترقب والحذر، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية التي تعيد تشكيل خارطة الاستثمارات وتدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة.
ومع تجدد التهديدات بفرض رسوم جمركية أميركية جديدة، وتزايد الأزمات في مناطق متفرقة من العالم،
يبرز الذهب كخيار استثماري رئيسي يوفر الحماية في أوقات عدم اليقين.
وفي ضوء هذه المستجدات، التي دعمتها خطوات من البنوك المركزية في الأسواق الناشئة نحو تعزيز حيازاتها من الذهب،
أقدمت مؤسسات مالية كبرى على تعديل توقعاتها المستقبلية لأسعار المعدن الأصفر، ورفعت تقديراتها إلى مستويات غير مسبوقة.
توقعات متصاعدة
رفعت مجموعة “سيتي غروب” توقعاتها لسعر الذهب خلال الأشهر الثلاثة المقبلة من 3150 إلى 3500 دولار للأونصة، أي بزيادة قدرها 11%.
وأرجعت هذه الخطوة إلى استمرار تصاعد المخاطر المتعلقة بالسياسة التجارية الأميركية،
وتزايد القلق من العجز في الميزانية الفيدرالية، ما يدفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن.
وأشار محللو المجموعة أيضاً إلى التوترات الجيوسياسية المتصاعدة خارج الولايات المتحدة،
خصوصاً الحرب في أوكرانيا والأزمات في الشرق الأوسط، كعوامل إضافية تعزز من جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر.
ويأتي تعديل “سيتي غروب” في سياق تصاعد النزاعات التجارية، خاصة مع تجدد التهديدات الأميركية بفرض تعريفات جمركية،
ما دفع المستثمرين إلى تقليص تعرضهم للأسهم والاتجاه نحو الأصول التقليدية مثل المعادن الثمينة.
عوامل داعمة
من جانبه، أكد طارق الرفاعي، الرئيس التنفيذي لمركز كوروم للدراسات الاستراتيجية، أن رفع التوقعات يعكس تلاقي مجموعة من العوامل المؤثرة،
بدءاً بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث زادت واشنطن تهديداتها بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50%، رغم تأجيل التنفيذ إلى يوليو.
كما أشار إلى تنامي المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط وآسيا،
إضافة إلى ارتفاع الطلب المادي على الذهب، لا سيما من الصين،
التي أظهرت بياناتها لشهر أبريل زيادة بنسبة 73% في واردات الذهب مقارنة بالشهر السابق، لتبلغ 127.5 طناً، وهو أعلى مستوى في 11 شهراً.
وفي سياق متصل، تواصل البنوك المركزية في الأسواق الناشئة تعزيز احتياطاتها من الذهب،
في محاولة لتنويع الأصول وتقليل الاعتماد على الدولار، مما يرسّخ من الطلب الهيكلي على المعدن النفيس.
الذهب.. الملاذ الأول
وترى خبيرة أسواق المال حنان رمسيس أن الذهب لا يزال يحتفظ بمكانته كأكثر الأصول أماناً واستقراراً، سواء بالنسبة للدول أو الأفراد.
وأوضحت في تصريحات لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن “الذهب هو الأقل تأثراً بالتقلبات، ما يجعله الخيار الأمثل في فترات الغموض”،
مشيرة إلى أن الصين على سبيل المثال ضاعفت مشترياتها من الذهب مؤخراً، مقابل تقليص حيازتها من
سندات الخزانة الأميركية، الأمر الذي أثر بشكل ملحوظ على قيمة الدولار.
وأكدت رمسيس أن الذهب يواصل أداءه القوي رغم ثبات أو تراجع أسعار الفائدة في العديد من الدول،
مضيفة أن المعدن الأصفر أثبت قدرته على تجاوز التصحيحات السعرية واستعادة عافيته بسرعة.
سيناريوهات محتملة
ووفقاً لتقرير نشرته شبكة “CBS News”، هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية لأسعار الذهب في يونيو:
- الاستقرار النسبي: في ظل ترقب نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 17 يونيو، حيث تشير أغلب التوقعات إلى إبقاء الفائدة دون تغيير بنسبة 94%، بحسب أداة FedWatch. أي تلميحات مستقبلية بشأن خفض الفائدة قد تُبقي على زخم الطلب على الذهب.
- الانخفاض المحتمل: في حال ارتفاع مفاجئ في معدلات التضخم أو استمرار قوة سوق العمل، قد يضطر الفيدرالي إلى رفع الفائدة، ما قد يدفع الأسعار إلى التراجع. كما أن حلحلة النزاعات التجارية أو توقف البنوك المركزية عن شراء الذهب قد يؤثر سلباً على السوق.
- الصعود مجدداً: إذا أظهرت البيانات الاقتصادية ضعفاً في النمو أو اضطراباً في الأسواق، فقد يعزز ذلك فرص خفض الفائدة، وبالتالي يدعم أسعار الذهب. كما أن أي تصعيد سياسي أو اقتصادي قد يدفع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة.
دعم إضافي للأسعار
ويتوقع الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي أن يصل سعر الذهب إلى 3500 دولار خلال الأشهر القليلة المقبلة، مقارنة بالتوقعات السابقة التي تراوحت حول 3200 دولار. وأرجع هذا التفاؤل إلى زيادة الطلب،
خصوصاً من شركات التأمين الصينية، إلى جانب تراجع الدولار، ومخاوف متصاعدة بشأن استقرار النظام المالي الأميركي، في ظل زيادة الدين العام وتباطؤ النمو.
وأشار إلى أن السوق قد تواجه فجوة في المعروض المادي من الذهب، ما يدفع الأسعار للارتفاع لتحقيق توازن بين العرض والطلب.
وتتفق مؤسسات كبرى مثل “بنك أوف أميركا” و”ANZ” الأسترالي النيوزيلندي على هذا التوجه، حيث رجّح الأخير أن يصل الذهب إلى 3600 دولار للأونصة بنهاية العام،
مدفوعاً بمخاوف من ركود عالمي وتوترات مستمرة في سلاسل التوريد.
خدمات خبراء الفوركس
فتح حساب حقيقي
تعرف على
طريقة فتح حساب تجريبي من منصة ميتاتريدر ٤
اقرا أيضاً
استقر سعر الذهب في انتظار تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، مما يولِّد ترقبًا بين المستثمرين
يقترب سعر الذهب من أعلى مستوى له خلال شهر، مع زيادة توقعات خفض أسعار الفائدة
تخطى رصيد مصرف الإمارات المركزي من الذهب حاجز 5.